براءة الكورونا
ككل بداية معلومة بسيطة ب "هل تعلم" من المسئول عن الوباء الحالي العالمي اليوم؟
إنه أنت... حقاً أنا و أنت...
بغض النظر عن كيفية حدوثها ترتبط كل كارثةٍ بأربع محاورٍ أو شخصياتٍ رئيسية:
إنه أنت... حقاً أنا و أنت...
بغض النظر عن كيفية حدوثها ترتبط كل كارثةٍ بأربع محاورٍ أو شخصياتٍ رئيسية:
الأول، مكتشفها أو من تسبب فيها.
الثاني، المسئول عن إحتوائها.
الثالث، المستفيد منها وبطبيعة الحال محاولته إستغلالها.
الرابع، المتضرر منها وبطبيعة الحال محاولته تفاديها.
إن لم يحاول المكتشف التملص منها وسعى للإعتراف بها بإبلاغها للمسئول الذي بدوره يقوم بعمله بإحتواء الأزمة في وقتها و إيجاد حلٍ لها مثلما يحدث في الوقت الراهن لما وصلت للمستفيد أو المتضرر...
كلنا يعرف الطبيب الصيني مكتشف الكورونا أو سمع بقصته التي اكتشف فيها الحالات المصابة في سوق ووهان البحري و عندما حذر منها "لي وينليانغ" على وسائل التواصل ووسط زملاؤه في نهايات ديسمبر والذي تم توبيخه من قبل السلطات وإرغامه على التوقيع بعدم فعل ذلك مرةً أخرى في أوائل يناير ٢٠٢٠ ... إلى أن أصيب هو نفسه ولقى حتفه في الشهر الذي تلاه...
وقتها مرت بضعة أيامٍ ليست متضمنة القرارات السريعة الحاسمة التي كان يجب أن تتم للحجر الصحي، كانت تلك هي الأيام الفاصلة في تحديد مصير بشريةٍ كاملة قمعها مسئولٌ بذريعة أنها شائعة وساهم فيها كل من علم بالأمر مثلي ومثلك هناك وأختار أن يؤثر على نفسه المسائلة وهو على علم بالحقيقة وأولهم زملاء وينليانغ المقربون...
أتسائل ماذا كان سيحدث إذا ظهر الوباء في دولةٍ غير قمعيةٍ وإنتشرت واقعة وينليانغ على وسائل الإعلام " وأدت وظيفتها الحقيقية" خلال أيامه الأولى... هل كان وصل تعداد الحالات في الصين إلى ٥٥٤ في اليوم ٢٢ من يناير؟ وإلى ٢٤٠.٠٠٠ عالمياً حتى وقت كتابة هذه السطور؟... لنرى
إزدادت الأعداد من ٥٥٤ الى ٥٨.٠٠٠ إصابة في الصين وحدها في الفترة ما بين ٢٢ يناير إلى ١٧ فبراير ٢٠٢٠ بمعدل تراكمي حوالي ٢٠٠٠ إصابة يومياً خلال ٢٧ يوم، وبدأت سيطرة الصين على المرض بعد فرض الحجر الصحي وإنتهاء بناء مستشفى هوشينشان في ٢ فبراير، أدى كل ذلك إلى إنحراف مؤشر الإصابات نزولاً إلى ١٠.٠٠٠ إصابة في الفترة ما بين ١٧ فبراير إلى ١٤ مارس بمعدل تراكمي حوالي ١٧٧٧ حالة يومياً خلال آخر ٢٧ يوم ما بين شهري فبراير ومارس ٢٠٢٠ ...أي تم تقليل الإصابة بنسبة حوالي ٨٥ %
مما يعني قدرة سيطرة الدولة على أعداد الإصابات بدون الحاجة لبناء مستشفيات قبل وصول عدد الإصابات الفعلي إلى ٥٥٤ بنحو ٨٥ % خلال ٢٢ يوماً الاولى منذ إكتشاف المرض أي بحلول يوم ٢٢ يناير لم تكن لتصل أبداً إلى ٨٤ حالة في الصين و ما يقرب من ٣٣.٠٠٠ حالة عالمياً ناهيك عن إمكانية عدم خروجها من الصين على الإطلاق إذا تم إتخاذ التدابير اللازمة وتجنب مغادرة البلاد في الوقت الصحيح إن صحت حساباتي...
إزدادت الأعداد من ٥٥٤ الى ٥٨.٠٠٠ إصابة في الصين وحدها في الفترة ما بين ٢٢ يناير إلى ١٧ فبراير ٢٠٢٠ بمعدل تراكمي حوالي ٢٠٠٠ إصابة يومياً خلال ٢٧ يوم، وبدأت سيطرة الصين على المرض بعد فرض الحجر الصحي وإنتهاء بناء مستشفى هوشينشان في ٢ فبراير، أدى كل ذلك إلى إنحراف مؤشر الإصابات نزولاً إلى ١٠.٠٠٠ إصابة في الفترة ما بين ١٧ فبراير إلى ١٤ مارس بمعدل تراكمي حوالي ١٧٧٧ حالة يومياً خلال آخر ٢٧ يوم ما بين شهري فبراير ومارس ٢٠٢٠ ...أي تم تقليل الإصابة بنسبة حوالي ٨٥ %
مما يعني قدرة سيطرة الدولة على أعداد الإصابات بدون الحاجة لبناء مستشفيات قبل وصول عدد الإصابات الفعلي إلى ٥٥٤ بنحو ٨٥ % خلال ٢٢ يوماً الاولى منذ إكتشاف المرض أي بحلول يوم ٢٢ يناير لم تكن لتصل أبداً إلى ٨٤ حالة في الصين و ما يقرب من ٣٣.٠٠٠ حالة عالمياً ناهيك عن إمكانية عدم خروجها من الصين على الإطلاق إذا تم إتخاذ التدابير اللازمة وتجنب مغادرة البلاد في الوقت الصحيح إن صحت حساباتي...
صحيح أن قمعية الدولة قد ساهمت بشكلٍ أو بآخر في السيطرة على الوباء بعد تفشيه بالفعل ولكن إذا كانت تلك الدولة إستطاعت فرض إجراءات الحجر الصحي في الوقت المناسب لم تكن لتعطي الفرصة أصلاً للفظ "التفشي"
هل آن الأوان أن نعترف بأن الديكتاتورية مسئولةٌ عن إنتشار أو السيطرة على الكارثة التي حدثت وتحدث وستحدث؟ وهل يعلم كل حليف لديكتاتور حجم الكارثة التي تنتظر العالم حال إخفاء شخص واحد معلومة قد تغير شكل الكرة الأرضية؟، هل يظن كل رئيس لدولة عظمى أن تأجيج الصراعات و تصنيع السلاح و بيعه مربح أكثر من البحث العلمي وتطوير البشرية وإعتماد بعضها على الآخر بدلاً من قتال بعضها الآخر؟ هل يظن كل رئيس عنصري أن عليه إرضاء شعبه فقط وليفنى كل ما وراء الحدود؟
أظنهم يعلمون الآن بل ويدفعون الثمن...
وإذا كانت العنصرية أحد أسباب هلاكنا فهل ندرك أهمية إنسانيتنا؟، هل نعي مسئوليتنا ككائن عاقل له اليد العليا على جميع مخلوقات الأرض؟ هل يحق لنا تعذيبها و سلخها و شيها وأكلها حية؟، هذا إذا كانت في الأصل قابلةً للأكل! و إذا إنطلق منها رغم إرادتها كائن أضعف منا ومنها في السلالة قادر على إذلالنا وتعذيبنا إقتصادياً وإجتماعيا بل وفنائنا جميعاً هل يحق لنا إعتباره كائناً وحشياً؟ كيف وقد قمنا بنفس الشيء قبله؟... ماذا لو تطور ذلك الكائن كما تطورنا؟ هذا إذا لم يكن بالفعل قد تطور ليصل لنا لأول مرة كقاتلٍ عن طريق الرذاذ او مجرد الملمس... بل و أصبحت له اليد العليا علينا والتحكم بمصيرنا؟
لنجيب على تساؤل هل كورونا مجرم أم بريء لنتفحص التقارير التي تقول أن الصراعات المسلحة حول العالم قد تقتل حوالي ١٠٠ الف إنساناً سنوياً نتيجة الجهل والطائفية و الإرهاب والرأسمالية وغيرها... والتي يشعر كلٌ منا حتماً بإنحسار موجات العنف المسلح تلك منذ ظهور الوباء، وكذا تحسن البيئة، بل وتدعم بعض الدول الأعداء بعضها بعضاً، قد يكون ذلك لإنشغال مؤججي الصراعات بما هو أهم، وقد يكون لإصابة رأسماليتهم في مقتل... هل سنعترف ببراءة الكورونا إذا قتل ما يقرب من نفس العدد فقط مع نهاية ٢٠٢٠؟ أم سنبدأ بإتهام أنفسنا بنفس ذات الجرم؟
لن ننجو حتى نعترف بـ (برائتنا نحن وهو) أو (إجرامه نحن وهو) وعلينا الإختيار في كلتا الحالتين هل سنظل مجرمين مثله أم سنعتبره بريئاً مثلنا ولا يجب حتى مقاومته؟؟
فمما لا شك فيه أن الكورونا حتماً ليس أسوأ منا بأي حالٍ من الأحوال فهو لم يقتل "بعد" ٦٠ مليون إنساناً على الأقل حول العالم في الحرب العالمية الثانية... هل سيحدث؟... أشك، لماذا؟
لأننا بالطبع سوف نستعين بأحد الأزرار النووية على سطح مكتب أيٍ من الدول النووية... حتماً سنفتك به... ماذا؟ أحقاً لا نستطيع؟ إذاً ما فائدة حجم كل زرٍ نووي يمتلكه رئيس كل دولة عظمى؟؟... إبادتنا نحن فقط؟؟!
إن ما بداخل كلٍ منا نسخةً إعلاميةً تتشدق بالمبادئ الاساسية مثل الإنسانية ونبذ التطرف والعنصرية والديكتاتورية وغيرها قد مللنا تكرارها و نبحث عن بدائلٍ أخرى لديها حسٌ فكاهيٌ ليضفي مزيداً من البهجة على حياتنا عوضاً عن مصائرنا، فقط لنتخذها شعاراً قد يصلح للحملات الإنتخابية أو لنسخة المهرج الخاصة بنا على إعلامياً ولكننا قطعاً لن نعمل بها في أدق تفاصيل حياتنا الشخصية اليومية...
إن هذا لهو الجرم الحقيقي فقد أفقدتنا نسختنا أو لنقل مسختنا الإعلامية تلك المبادئ التي تخلينا عنها
مقابل الرأسمالية التي جعلت من لا يستطيع ترتيب فراشه ليطل علينا برأس من يقوم بترتيب أحوال العالم...
إن الكورونا الآن ما هو إلا كائنٌ يريد أن يشاركنا الحياة وهو عاقبة أفعالنا وزيف مبادئنا و الوجه الآخر لنا... ويوماً ما قريباً أو بعيداً سنتمكن من السيطرة عليه حتى لو تركنا برئةٍ واحدةٍ بدلاً من اثنتين، عندها يجب علينا أن نجد حلاً للجهل والرأسمالية فنحن لم نخلق لعبادة المادة ولا لأن نستمر في الإنسياق وراء الجزرة التي تقودنا أعلى ظهورنا، و لكن خلقنا لتطوير أنفسنا، وإذا لم يكن جرس الإنذار ذلك كافياً لنعود لمبادئنا ، سيعود ما هو أسوأ من الكورونا بدرعٌ وسيف المرة القادمة لا
ليشاركنا الحياة ولكن ليبقى وحده... وسيبقى.